“أبتاه: من لي بعد فقدك يا أبي”
أبيات متواضعة في رثاء خالي العزيزوالغالي بدر بن سالم بن هلال العبري رحمه الله تعالى ، والذي اختاره إلى جواره يوم الجمعة الغراء 21 ربيع الثاني 1432 هـ الموافق 26 مارس 2011م
نرثي الفقيد ونحن أحوجُ للرثاء
فَلُربَّ مرثيٍ بقربِ الانبياء
ولباسُنا مُذْ ماتَ زادَ سوادُه
ولباسُه ببياضِه زادَ البهاء
والمرءُ يُخلِقُ ليلَه ونهارِه
كي تستوي كَفَناً إذا حانَ انتهاء
ونموُ مخلوقٍ علامةُ نقصِه
فالعمرُ ينقصُ منذُ بدءِ الابتداء
كم أشهرٍ كُنا نُراقب بدرَها
والشهرُ ينقصُ,وهو يعلوه البهاء
حتى إذا ما الأمرُ حانَ استيقضَت
منا عيونٌ لم ترَ بدرَ السماء
هذا المساءُ بغيرِ بدرٍ لم يَعد
إلا ظلاما, كم يعذبني المساء
أواه يا أبتاه، كيف رحلتَ عن
قلبي, وكيف العيشُ دون الارتواء
أنت الذي كان الغذاءَ لمهجتي
ولكلِّ جسمي أنت يا أبتي الكساء
أنت السحابُ وأنت نبعُ محبةٍ
أبتاه كيف حياتُنا من دونِ ماء
أنت الذي لا البيتُ دونكَ راحة
كلا, وهل دون المحبةِ من هناء
كم ليلةٍ قد بتُّها , من دون أنْ
ألقاك, يا أبتاه, لم أذقْ العشاء
كم يومِ عيدٍ لم أذقْ أفراحَه
إذْ كُنت في الأسفارِ يصحبُك العناء
قد كنتَ أنت لي أمي بُعيد وفاتِها
واليوم هلْ لي بعد موتِك أوفياء؟
أبتاه عذبني الفراقُ, كأنَّه
مرضٌ، وكم أرجو لأمراضي الشفاء
أبتاه كم قصَّرتُ في حقٍ وفي
برٍ وفي يومٍ به وجبَ الوفاء
أبتاه سامحْني على ما كانَ من
تفريطِ حقٍ، وادعو ليْ ربَ السماء
أُخفي دموعي أن يراها مازنٌ
أو أن عزاناً يرى مني البكاء
وسؤالُ أزهرَ أين جَدي؟ زادني
وزيادُ أضعافَ المآسي والعناء
كانوا، وأنت تضمُّهم يحلو لهم
جدٌ، وجدت بحضنِه كلُّ الصفاء
أبتاه يا أبتاه بعضيَ ميتٌ
والبعضُ فيه من الحياةِ على حياء
ألقاكَ يا أبتاه مع أمي على
حوضِ النبيِّ المصطفى والأنبياء
هي جنةُ الرحمنِ أنتَ زرعتَها
بالصالحاتِ, وكم بها يحلو اللقاء
رحماتُ ربي ما تنفَّس طائرٌ
أو لاح بدرٌ في مداراتِ السماء
أحمد بن هلال بن محمد العبري
أحدث التعليقات