( محسنٌ شهمٌ فريدُ)
أبيات متواضعة، قلتها في وفاة عمي الشيخ محسن بن زهران بن محمد العبري(رحمه الله)، الذي اختاره الله إلى جواره يوم الاثنين 7/ ربيع الأول / 1433هـ الموافق 30/ يناير/2012م تغمد الله روحه في الجنان.
بقَــدرِ مُصيبتي حُــزني يزيـــدُ |
فمَــــنْ بيديــــه من صبرٍ مَزيدُ |
حَسبتُ المــوتَ في شطــآنِ بُعدِ |
إلــى أنْ قـــد دَنـــا منَّــــا البعيد |
هي الأعمارُ تُطوى تحت شمسِ |
بأيــامِ بــــها طـــــابَ الجــديــد |
ولمْ نفطنْ لـما يسـري ويجــري |
ومــا يمضــي ومــا يأتـي البريد |
هي الدنيا غفـونا فـي ربـــــــاها |
وطاب عــلى مـوائـدِها الثـريــد |
إلى أنْ قــد صحــوتُ بفجرِ يومٍ |
بـــمـوتِ أبٍ لـه عــرشٌ مجيــد |
فــلـــم أدرِ أَذلــكَ طيــفُ حـلـــمٍ |
أمِ الـرُّزءُ العــظـيــمُ بــنا أكـــيد |
فغـصَّ القلـبُ من حـزنٍ وسالتْ |
دمــوعُ الــعيــنِ وانــزاحَ الجليد |
عـلـى عــمٍّ يفـيــضُ لـنــا بحــبٍ |
وإحــســـانٍ بــه شـــبَّ الــوليــد |
فصــدَّقَ اسـمَـه فـــي كـلِّ فـعـلٍ |
فــها هــو محسنٌ شــهــمٌ فــريد |
له شهـدتْ خلايـا القلـبِ فـضـلاً |
فــمــِنْ أفضــالِه يحــلو النشيــد |
أســائـلُ باســاقــاتٍ عــن وفــيٍ |
إلى الفقــراءِ إنْ حــانَ النضيــد |
وأســـألُ فـي ذُرى جبـلٍ دروبـاً |
بــها قد كــان في عــزمٍ يــقــود(1) |
فشـابـهَـه السـحـابُ بجـودِ كـفٍ |
وقــلـــبٍ فـــيــه أنَّا ســارَ جُــود |
إذا سئُلت رُبـى الحمـراءِ لقـالـتْ |
بهــذا الشيـــخِ ترتفـــعُ البـــنـود |
ولــو نـطـقَ الغـنيـمـةُ قـالَ إنِّــي |
بمـــا قد شـــادَ أمجـــادي تزيــد(2) |
أمرُّ على الحصونِ،حصونِ مجدٍ |
عـلـى أبوابِهــا نطــقَ الـرصــيد(3) |
بِصَـولاتٍ مـســارحُـهـا تـُنــادي |
لمــحسـنَ كــلُّ مـن عنـدي شهيد |
يمــدُّ يـــداً ويسنـــدُ خيــرَ فكـــرٍ |
بمــكــتبةٍ يفيــقُ بهــا الــرشـــيد(4) |
وكـمْ مِــنْ سبلــةٍ زانــت بفضــلٍ |
به شـهــدَ الأقــاربُ والـبــعــيــد(5) |
فيــا عمَّـاه لا أُحصــي سِجـــــلا |
يـــســطِّــره بــكــم عـمـرٌ مديد(6) |
وحسبيَ فـــي المنيـــزفِ ما أراه |
بمسـجدِهــا إذا حــانَ الســجــود(7) |
ومجلسِــــها. إذ الأمبــــاةُ تـزهـو |
بــجــدٍ حــولَــه الأبُ والحفــيــد(8) |
ومــكتبـــةٍ يُجمِّـعُــها سـطــــورا |
فـــها هــي من محاسنِــها عُقـود(9) |
إذا ما العيدُ أقبـلَ فــاضَ خيـــراً |
وأفراحــا؛ فــفـي رُؤيــاه عــيــد |
بذاكرتي أرى ما كُنــت تَحكـــي |
مــن المــاضـي وأنــتَ بـه عميد |
وهاهــي دولــةُ الأيـــامِ تَطـــوي |
حـيــاةً كــلُّ مــا فــيـــها مـجيــد |
وتبقـــى سيـــرةٌ بحــروفِ نــورٍ |
بــهــا الأجيــالُ دومــا تســتفــيد |
فنَمْ في روضــةِ الجنــاتِ عمــي |
فإنــك فــي عــقــيـــدتِنـا سعيـــد |
وأســـــألُ خـالقــي جنــاتِ خُلــدٍ |
بـــهـــا الأبنـــاءُ والأبُ والجدود |
فـــــإن اللهَ رحمــــــنٌ كريـــــــمٌ |
رحــيــمٌ غـــافــرٌ مــعـــطٍ ودودُ |
اللهم اغفر وارحم واعفُ وتكرم، اللهم أنزله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجمعنا به وبآبائنا وأجدادنا في جنات النعيم- اللهم حسن الخاتمة
أحمد بن هلال بن محمد العبري
__________________________________________________________
- كان المرحوم يسعى بطلب الخدمات لجميع القرى في السهل والجبل،وإلى عهد قريب يقود سيارته بنفسه في كل مكان يسعى بمصالح المجتمع
- بيت الغنيمة،وقد كان حصنا بناه جدنا الشيخ سالم بن بدر العبري
- تحفل سيرة المرحوم بأحداث في القلاع والحصون
- المرحوم عضو في لجنة تطوير مكتبة وقف الحمراء الأهلية وهو عضو في مجلسها إلى يوم وفاته
- إشارة إلى الحضور الدائم للمرحوم في السبل والمجالس والدعم المادي والمعنوي للمناسبات فيها
- لا يمكن استحضار كل خصال المرحوم واختصارها في هذه القصيدة فيمكن معرفتها من خلال سيرته
- كان المرحوم قدوة في حرصه على صلاة الجماعة
- هو مجلس بين الأشجار في مزرعة المنيزف يلتقي فيه المرحوم بأبنائه وأبناء عمومته بصورة دائمة ويستقبل فيه الضيوف بصورة دائمة، وقد عني باهتمامه الشخصي.
- للمرحوم مكتبة خاصة جمع كتبها منذ عشرات السنين وقد وصى بالعناية بها وجعل وقفا لها.
أحدث التعليقات