قصيدة للعز فيك منازل
(مهداة إلى الجبل الأخضر وأسرتي الكريمة)
عـلوتُ ذُرى طـودٍ علا في عـريـنِه
وكــــلُّ عــلــوٍ زاد عِــزَّ قـــريــــنِه
إلى جـبـلٍ نـادى الـفـــؤادَ بخـضـرةٍ
ولطـفِ نسـيـمٍ هــبَّ بيـن جـفـونــِه
يرافـقـني فـي مجده (مازنُ) النَّدى
و(عـزانُ) عزٍ فــي سـفوحِ مـزونِه
وما (الأزهـرُ) الفـياضُ إلا مُعـطِّـرٌ
وما فـي (زيادٍ) غيـرُ فـيضِ هتونِه
و(صاحبةٌ) قد أورقَ الـسفحُ, وانتشى
نسـيــمـاً بهـا إذ زادَ بـوحُ حـــنـينه
و حيــنَ مددنا الودَّ نحـــــوَ مرابـعٍ
عــلـى سفحــِه مــدَّ الندى بــيـمينِه
يـفـوحُ بـه (الـوردُ) الـنديُّ روائـحاً
عـلـى مائه يـنســاب عطـر مـعـينه
يـناولـنا (الرمانُ) من فـيضِ قطـفِه
ونحـتارُ ما بـيـن (الكمثرى وتيـنه)
ويُدلـي لنا (العنقودُ) جوهـرَ عقـدِه
فـنـذكرُ مــا قـد قــيـل فــي اندرينه
نســامــرُ (بـــوتاً) لـذَّ فيه , وكـلَّـما
خـلا مـنه كـفٌ زاره فـي عـريـــنِه
يُـحــدُّثنـا (جوزٌ) ثـلاثــا , بخضـرةٍ
وقـســوةِ قـشرٍ , مع طـراوةِ لـيـنِه
وما(المشمشُ)الزاكي سوى خلَّ (خوخه)
وكــلٌ قـريـــنٍ فاقَ طعـمَ قـــريـــنـِه
وجاد عــلينا (الـزعـفرانُ), وكلـمـا
يـمرُّ نــسيـمٌ مـرَّ فــــي زعـــفـــرانِه
وأفـصـحَ (حناءٌ) بـنـطـقٍ, فتَابعَـتْ
عــيـونـي جـمالاً حـــطّ فـوقَ يمينِه
فـيـا جـبـلٌ يخضـرُّ منه فــؤادُ مــن
أقـامَ على فـضـلٍ جرى من جبـيـنِه
ويا جبـلٌ ضـيـَّـفـت خلاً بجـوهـــــرٍ
فـعـاد ثـريـاً مــن كــنوزِ ثـــمـيـنـِه
بطـيـئـاً مشى حيـنَ الوداعِ, وكـلما
رأى منه بـدراً زادَ نــبـضُ حنـيـنـِه
كأني أرى فـي وجهه ألـفَ صـفحةٍ
تـُحــــدثــنـا عـمن روى بعـيــونــِه
فلـيـتَ ,,,وهـلْ في ليتَ إلا حياتـنا
نـزيـد بـما نرجـوه بــعــضَ سنيـنِه
فدُم جـبـلاً للعــزِّ فـــيـكَ مـــنــــازلٌ
وهـل في سـوى علياك عزُّ عـرينه
لترقــى علـواً فيك ذاقــــتْ قلوبُــنا
نـعـيماً على جري الهـوى وسُكونه
أحمد بن هلال العبري
أحدث التعليقات