قصيدة النبي صلى الله عليه وسلم( مقطوعة)

  النبي صلى الله عليه وسلم

 

هدي النبيِ لدربنا مصباح

ولقلبنا نور الهدى مفتاح

يا مَن وقفتمْ دونَ بابِ مقامِه

صلوا عليه وسلموا ترتاحوا

لولا النبيُّ لما عرفنَا قبلةً

ولما أنارَ حياتَنا الإصلاح

فهو الذي نبضُ الوجودِ بنورِه

ألقٌ ، وفيضُ ضيائِه أفراح

سعد الكبيرُ مع الصغيرِ بحبهِ

وسقى الفؤادَ بحبِّه الفلَّاح

ياربُ فاجعلْ نورَه في قلبِنا

لتزيدَ في أسواقِنا الأرباح

3-   تأملت في الكون

رأيتُك يا ربَّاه في كلِّ وجهةٍ

جلالا بآياتٍ شغلتُ بها فكري

ولم أبلغِ المعشارَ في فهمِ آيةٍ

فأنَّى لمثليَ أن يُحيطَ بذا السر

أمدُّ عيوني في السماءِ فترتمي

مواكبُ آياتِ الجلالِ على صدري

وأنظرُ في نفسي فتسطعُ أنجمٌ

بها لغةُ الإعجازِ تربو على قَدري

فسبَّحتُ ربيَ كالنجومِ  ومثلَها

وأضعافَ تسبيحِ الخلائقِ في البحر

وما زلتُ في أعتابِ تسبيحِ قدرِه

ضعيفا، وحظيَ إذ أُقصِّر في خُسر

فياربُّ جُدْ بالغيث من كل وجهة

لقلبٍ به الأشواقُ ساقيةُ الشكر

4-   الرجاء

القلبُ والعقلُ والأرواحُ والمقلُ

وكلُّ شي بحمدِ اللهِ يَبتهلُ

إنا عبيدُك، والطاعاتُ مقصدُنا

بما أمرتَ وما جاءتْ به الرسل

أنعمتَ يا ربُّ، والشكرانُ واجبُنا

الأمرُ منك ومنا يلزمُ العمل

طرقتُ بابَ كريمٍ فيه مُلتجأٌ

للمذنبينَ وفي أعتابِه الأمل

فجُدْ إلهيَ غُفراناً نذوقُ به

سعادةً برُبىَ الجناتِ تتصل

قُرب النبيينَ في  الفردوسِ غايتُنا

برحمةٍ منك يا رحمنُ نبتهل

5-   في عرفات

وقفت في عرفاتٍ والوقوفُ رُقا

لمَنْ إلى اللهِ في إخلاصِه صدقا

أمدُّ عينيْ بجمعِ المؤمنين، ففي

لقائِهم قد تجلَّى بالوجودِ تُقى

جئناك يا ربُّ والآمالُ في فمِنا

نرجو النجاةَ ، فواطُوبى لمَنْ عُتقا

__________________

ربَّاه فابسطْ لنا ثوبا ليسترَنا

فعفوُك السترُ في حلٍ وفي حرم

ونحن ربَّاه والتقصيرُ في دمِنا

بدون عفوِكَ لا نفعٌ من الندم

ربَّاه إنا قلوبٌ لا حياةَ بها

سوى بفضلِك فاسكبْ وافرَ الديم

6-   الله الرازق

في مطلعِ الشمسِ إشراقُ السماوات

لكل مَن يقتفي دربَ الهدايات

هذا الوجودُ الذي ربي يباركُه

في ما مضى وبهذا اليومِ والآتي

فارفعْ يديكَ بشكرٍ دائمٍ لترى

من خالقِ الكونِ فيضاً بالعطاءات

___________________

بكلِّ شبرٍ أرى نفساً قد اعترفت

وكلُّ نبضٍ ينادي ( الله أكرمنا)

أجزلتَ رباه خيراتٍ ، وإنَّ لنا

إلى زيادةِ ربِّ الأكرمين مُنى

رباه إنا على بابِ الكريمِ فزدْ

أرزاقَنا بيدٍ فيها يَفيض غِنى

 

7-   عمان النور

وقفتُ على أرضٍ بها النفسُ سبَّحتْ

وبين سماواتٍ بها الروحُ حلَّقتْ

عمانُ بقلبي خيرُ نبضٍ رويتُه

بحبٍ له الأنهارُ بالنورِ قد جَرت

هي الروحُ ، والأرواحُ تهفو لنبضِها

لها الأذنُ أصغتْ بل بها العينُ أبصرت

فديتُ رُباها إذْ رُباها قصيدةٌ

من العشقِ في جناتِ قلبيَ عُلِّقت

رعاكِ إلهُ الكونِ في كلِّ ساعةٍ

على أيكِها كلُّ القلوبِ قد التقت

فكوني مهادَ العاشقينَ لنرتقي

وطُوبى لنفسٍ في هواك قدِ ارتقت

8-   درب الأمانة

مررتُ على دربِ الأمانةِ مرةً

فبدى لعينيَ ما يَسرُّ فُؤادي

ورأيتُها في كلِّ وادٍ ترتقي

بيدِ الأمينِ لسُلَّمِ الرُّواد

فهي الضياءُ لكلِّ مكتبِ عاملٍ

وهي الدواةُ لكل فيض مدادي

—————————–

ولقد سألتُ عن الأجيرِ فقيلَ لي

خيرُ الأجيرِ بقوةٍ وأمانة

قلبي يقدِّرُ كلَّ فردٍ مُخلصٍ

ويزيدُ في إنجازِه إتقانَه

من نورِ إيماني لعينيَ رؤيةٌ

طوبى لمن جعلَ الهُدى عنوانَه