بين السبحية والحمراء
أنشأت هذه القصيدة جواباً لقصيدة الشيخ الشاعر احمد بن هلال العبري والتي عنوانها ( بيت السُبْحيّة ) والتي ارسلها من الاردن …
٢٤ صفر ١٤٣٦ هـ
١٧ / ١٢/ ٢٠١٤ م
—————–
يا سائق الغيم من حمرا بني حَكَمِ … نثراً من الودّ أو نظماً من الحِكَم
غيث من الشعر بالإحساس منسكبٌ … على القلوب بمنهلٍّ من الدِيَم
يظل يهمي مدى الأيام صيّبهُ … ريّاً ضحوكاً على القيعان والأكم
من (أحمد بن هلال) طار طائره … باليُمن من أفق بالنور مُتّسِمِ
من آل عبرة فحل شاعر جزِلٌ … طوى المفاخر في بُردٍ من الشِيَم
من عهد (زهران) جد الكل يجمعنا … عيص العروبة من قحطان ذي الهمم
سما كآبائه قدْراً ومنزلةً … فشقّ هام السما سعياً بلا سأَم
آباؤه الغُرُّ أرباب القنا ولهم … دانت حصون العِدا طوعاً على سَلَم
وطاوع القلم السيّال وابلهم … من نيّر الفكر حتى فاض كالعَرِم
من كف (ماجد) بحر العلم من رويت … من فيضه عين أهل الفضل والقلم
(ومحسنٌ نجل زهرانَ) الذي خضعت … له الإمارة وانقادت بلا خُطُم
حتى أناخت على أعتاب قائدها … شمس المعارف (إبراهيم) ذي الحِكَم
قطب الفتاوى رئيس القوم سيّدهم … بحر السياسة لم يُدرَك ولم يُرَم
عِلْمٌ وحِلْمٌ وفضلٌ قد تقلّدها … تاجاً بإرثٍ وحرثٍ غير مُتّهَم
فافخر (أبا مازنٍ) وارفع بمفخرهم … هاماً من العز لم يخضع ولم يُضَم
ماذا أقول وقولي لا جَناح له … ولا قَوام فلم يقدم ولم يقم
ماذا أقول وقد ألجمتَ قافيتي … بملجِمٍ من فصيحٍ مُحْكَمٍ خَذِم
ينهدُّ كالسيل هدّاراً تدفقه … له جلامد إيقاعٍ ومُحتَدَم
من راحتيْ جبلٍ ، للشمس ملحمة … فيه ،
وللغيم أكنافٌ على القمم
كالماء والورد عذباً عاطراً شَبِماً … يحيي العظام من الأجداث والرمم
كأنه طائر (الحمرا) وأيكتها … وسوحها غَرِدٌ بالسدر والسَلَم
ومن جنان (العَراقي) نفحه عبقٌ … بالبِلّ يسري بسحرٍ يستحلّ دمي
يجري بكل شعاب الودّ مندفعاً … بالحب يقتحم الأسوار من حرمي
يجتاح كل سدود الضاد في نهري … كأنما هو إعصار من الكلم
أحاط بالبيت في ( سبحيةٍ ) جَمَعتْ … زُهرَ الدراري فحيّاها بمبتسَم
قياصر الشعر أرباب القصيد هنا … يحيون ليلته بالحرف والقلم
فجال في الدار من بهوٍ وأروقةٍ … كقارئٍ يتملّى دارسَ الرُسُم
مقلّباً صفحاتٍ من حواضرها … منذ (المحقق) منشيها من العدم
مؤسساً صرحها بالعدل فارتفعت … عُمدانها في سبيل الحق بالعُزُم
ثم استقرّ على إيوانها زمناً … نجلاهُ من بعده سيراً على القِيَم
(ابومحمد عبدالله) من خضعت … له القوافي ، وتاج الضاد ، ذو الهمم
ابو (الإمام) الذي في الناس سيرته … فوّاحة العطر من عدل ومن كرم
و(أحمد بن سعيد) الشهم من عُرفت … في الله غضبته في الموقف الأزِم
وبعد جائحةٍ أوهت سواريَهُ … وخلّفته كسير اللُبِّ والأدَم
أحيا (أميرُ بيان الشعر) جِدّته … على عتيق أساسٍ غير منهدم
حتى اكتسى حُلّةً بالنور هيّبةً … كأنه البدر يجلو حالك الظُلَم
يكاد ينطق إجلالاً لسيرتهم … معبّراً عن حديث غير منكتم
مستنطقاً حوله الارجاء شاهدةً … كأنها أعينٌ نطاقة بفم
من (مسجد الرجب) الباهي بطلعته … (والواد) (والفلج الفاعي) من القِدَم
ومن (دغال) و(بيت) في العلا ألِق … و(مسجد) سابح في النور كالحُلُم
معاهد شهدت انوار سيرتهم … ولم تزل تحتفي بالذكر والذمم
فانزل فديتك فيها واستبن أثراً … واسلك مسالك تغني كل ذي نهم
(سمائل) قبلة الروّاد جنتهم … فردوسهم عدْنهم وِرْدٌ لكل ظمي
خصيبة النبت من فقه ومن أدبٍ … ومن علومٍ ومن خُلْقٍ ومن قِيَم
عظيمة النسْل والأنساب ما ولدت … أو ولّدت غير أعلامٍ ذوي عُزُم
ما اختارها الله للإسلام قاعدةً … إلا لسرٍّ من الآلاء والنِعَم
ظلت تبوح بآيٍ منه مبهرةٍ … من عهد (مازن) لم تقطع ولم ترُم
ودعوة (المصطفى) فيها تجللها … بتاج عزٍّ وحفظٍ راسخ القَدم
صلى عليه إله العرش ما نفحت … ريح الصَبا وسرت تشفي من السقم
والآل والصحب والأتباع قاطبةً … حتى القيام بتسليم ومختتم
محمد الخليلي
بوشر
٢ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ
٢٤ / ١٢ / ٢٠١٤ م
—————————— —
قصيدة بيت السُّبْحِيَّة
أبيات متواضعة مهداة إلى عائلة الشيخ أمير البيان الشاعر عبدالله بن علي الخليلي رحمه الله وإلى أحبابه وتلامذة شعره، الذي أسس في بيته(السُّبْحِيَّة) في سمائل الفيحاء مجلس الشعر، وواصل حمل رايته بعد وفاته شيخنا الشاعر المبجل محمد بن عبدالله الخليلي حفظه الله فحافظ على نهجه الشيخ أمير البيان بعقد مجلس الشعر في بيت السبحية وفي بوشر بحضور الشعراء المخضرمين والشعراء الشباب
أُزجي القوافيَ للفيحاءِ من كُدَمِ
تحيةً لمعالي العِلمِ والعَلمِ
حيثُ الشموسُ أضاءت في مرابعِها
على ثغورِ أماني وجهِ مبتسم
حيث الرُّبى وضفافُ النهرِ سلسلةٌ
من الزبرجدِ، والأطوادُ كالحَشَم
محروسةً بقلوبٍ كم يلذُّ لها
بسطُ الصحائفِ بين العقلِ والقلم
يا بؤبؤَ العين، يا أنوارَ واسطةٍ
في العقدِ بين ذُرى الأطوادِ والأُكم
هناك حيث بوادي الحبِ مملكةٌ
من الظباء، وقلبي بالظباء رُمي
فهذه متعت عيني بمطلعها
وتلك باللحن ساقت خيرَ مُختتم
فلا أطيق ابتعادا عن جَنَائنِها
ولا حياةٌ لمن بالحبِّ لم يَهِم
أرى خيالاً لمنْ قد زانَ مجلُسه
بالوردِ والياس في (سُبحِّية) الكرم
حيث انهمارُ (قِفيني) هزَّ روضتَه
فأقبل الزورقُ المحولُ بالديم
العاليَ السقف، نبعُ النهر، موئلُ مَنْ
له الأمانُ، ونورُ العينِ في الظُلَم
آلُ الخليلِ ، وإني حينَ أذكرُهم
أرى أماميَ صرحاً عاليَ الشمم
آلُ الخليلِ ، ومهما قلتُ من كَلِمٍ
فلا أُحيط بهم في أحرفِ الكَلِم
آلُ الخليلِ، وحسبي أنَّ حبَهم
بنبضِ قافيتي مدٌ لنبضِ دَمي
إنْ قِيلَ للشعرِ بالفيحاءِ لي حرمٌ
لهِمتُ بالشعرِ في (سُبْحِّية) الحَرَم
أو قيلَ أن خيامَ الحبِ لي بدلٌ
لقلتُ طوبى بهذا البيت عن خِيم
فصارَ بيتُ إمامِ الشعرِ قبلتَنا
وصرتُ فيه بنبضِ الشعرِ ذا رَحِم
عبدُ الإله، أميرٌ للبيان، وفي
يمناه للطرس يبقى خير مُلتَزَم
وفي يديه لجامُ الشعرِ مُتزِنٌ
مثلُ اتزانِ مسيرِ الخيلِ باللُّجُم
وحيُ النُّهى، ونوادي عبقريته
والفارسُ الضادُ في شِعرٍ وفي حِكَم
بها الضياءُ لعينِ الشعرِ في لُغتي
ولُحنُ إنشادِها سمعٌ لذي صَمَم
تخضرُّ منه ربوعٌ لم تذقْ مطرا
إلا شذاه، ويُحيي دارسَ الرمم
كأن في الفلجِ السَّمْديِّ ترعتَه
والباسقات مقاماتٌ لمُعتَزِم
أرى بعينيه نزوى كلما ذُكِرَتْ
يَهمِي بِحُبٍ نما في القلبِ من قِدم
بـ( وحدة الشعب ) جمعُ الشملِ مطلعُها:
” يا ساهر البرق بالعلياء من أدم”
لو أبصرَ ( العربُ العرباءُ) قافيةً
من شعرِه لأعادوا شمل مُنقسمِ
والممسكونَ بحبلِ الشعرِ في بلدي
أكفهم أمسكت في غير مُنفصم
هنا بنبعِ معينِ الشعرِ ملتجأٌ
لعائذٍ بقوافِيه، ووِرْدُ ظمي
هنا توالدت الغَيْماتُ في أُفُقٍ
من الخيالِ على قيثارةِ النَّغَم
كأن في ( همسات الحب) مذهبه
” أمن تذكر جيران بذي سلم”
هنا شدى بجميلِ الشعرِ مُنشدُه
فانثالَ بين الرُّبى كالهاطلِ العَرِم
بمجلسٍ، ساحة النجوى، به سعة
لذي ازدحامٍ، فيا طوبى لمزدحم
وبين جدرانِه أصواتُ منشدِه
إيقاعُ مُنسجمٍ في أُذْنِ مُنسجم
هنا الوريثُ لبيت الشعر فابتهجوا
إذ القوافي مصاناتٌ بكفِّ كَمي
محمد إبن عبدالله مَنْ سَعِدت
بطيبِ يُمناه فينا رايةُ العَلَم
يُعلي لواءَ أبٍ، إذْ روحُه رُفِعت
بعَزمِ نجلٍ له ميراثُ خيرِ فَم
فلِلأُسودِ عَرينٌ لا تُفارقُه
وإنْ تناءت، فنسلُ الأُسْدِ لمْ تَنَم
ما بين بُوشرَ يُحيي مَجدَ قَافيةٍ
وبينَ فيحاء بدءِ الخطوِ للقمم
ها هُم أتوا ليعيدَ الدهرُ سيرتَه
محملين بُحبٍ غير مُكتَتَم
ها هُمْ ببابِ مقامٍ صارَ في حُلُم
لدى الشبابِ، فهاهُم واقعُ الحُلُم
فيا سمائلُ طابَ الدهرُ ما ذُكِرَت
حروفُ اسمكِ في حِلٍ وفي حَرَم
ويا سليلَ عرينِ المجدِ معذرةً
فاغفرْ لما جاءَ من سهوٍ ومن لَمَم
فقد تجرأتُ في قولٍ له مددٌ
بحبِّكم فأتى في أبسطِ الكَلِم
من أحمد بنِ هلالٍ، حيثُ يبعثُها
شوق المحبين منَ حمرا ( بَني حَكَمِ)
وبالصلاةِ على الهادي محمدِنا
وآل بيتِ نبيي خيرُ مُختَتَم
تلميذك أحمد بن هلال بن محمد العبري
ولاية الحمراء
١١صفر ١٤٣٦ هجريه
أحدث التعليقات