ضُيوفُ الرحمن
نفرَ الحجيجُ وقد بقيتُ مكاني
فهنا جَنانيَ راتعٌ بجِنان
وهنا اكتمالٌ كم سعيتُ لأجلِه
فالقلبُ عاشَ بخامسِ الأركان
من كلِّ فجٍ ها هنا تكبيرةٌ
لبَّى بها رَغَبا ذوو الإيمان
وكأنَ مكةَ في بهاءِ جلالِها
تُنسي الغريبَ الشوقَ للأوطان
في مشعرٍ رحماتُه مشهودةٌ
بين الورى بتنزلِّ القرآن
أنا ما أتيتُ وإنما ربي قضى
توفيقَه فالحمدُ للرحمن
أنا ما وقفتُ كما يليقُ، وكم أرى
شيخا جرَتْ عيناه كالوديان
وعلى عصاه يسيرُ نحوَ حصاتِه
كي يستظلَّ وزادَ في الإذعان
عرفاتُه خُلدٌ وفي ساعاتِها
يرقى بكلِّ دقائقٍ وثواني
وأراه ينظرُ للسماءِ برغبةٍ
وبرهبةٍ كالنبضِ للخفقان
وأنا أُردِدُ في لساني ذكرَ مَنْ
بِسَناه تسعدُ في الحسابِ لساني
وأسيرُ للبيتِ الجليلِ مُلبّيا
وخُطاي عَطَّرها غبارُ مكان
وليَ المُنى بمِنى وأعظمِ ليلةٍ
بمبيتِ مُزدلِفٍ كما اليقظان
وأعودُ للركنِ الشريفِ وكلما
ودّعْتُ أسودَه لثمتُ يَماني
وشربتُ زمزمَه بغرفةِ صائمٍ
لأعودَ منه بشربةِ الريان
رباه هذا عبدُكم بحماكم
فاكتبْ ليَ التوفيقَ بالغفران
واسكبْ عليَّ فيوضَ تثبيتٍ على
نهجِ الصراطِ وآيةِ الميزان
ميزانُ رحمةِ مُنعمٍ وموفَقٍ
للباقياتِ وجنةِ الرضوان
أحدث التعليقات